رواية قطه عرين الاسد بقلم بنوته اسمرة
التانيه ماټت معاه فى الحاډثه هو ومرته
أومأ جمال برأسه وقال وهو يمعن فى التفكير
يبجى اكده لو عيلة المنفلوطى فكروا ياخدوا بتارهم منيكم يبجى أخوكى عثمان هو اللى عليه الدور
قالت صباح بهلع
وايه اللى هيعرف عيلة المنفلوطى ان أخويا خيري ماټ وان عنديه بنت واحده
قال جمال وقد لمع عيناه بخبث
معاكى حج .. وايه اللى هيعرفهم
اشتجتلك جوى يا صباح
حاول تقبيلها فابتعدت قائله
آني مضايجه منك جوى يا جمال .. حسه انك مش رايد تتجوزنى
قائلا
كيف تجولى اكده يا صباح
أمال ليه مش بتطلبنى من أبوى يا جمال .. آنى خاېفه حد يتجدملى .. وأبوى يوافج عليه
قال جمال وهو يغير الموضوع
لما بنت خيري توصل عرفيني يا صباح
وانت عايز تعرف ليه يا جمال
قال جمال بنفاذ صبر
عرفيني وخلاص ملكيش صالح
نهض وقال وهو يغادر
فتك بعافيه أنا راجع الشركة عندى شغل كتير
نظرت اليه صباح بغل وهو يبتعد .
التف مراد حول طاولة الطعام مع أسرته فى أحد المطاعم الفخمة .. قالت سارة التى كان يبدو عليها الشرود والتفكير
أبيه أنا عايزة أشتغل عندك فى الشركة
تشتغلى فى الشركة
أيوة
تشتغلى ايه يا سارة
قالت بلهفه
أى حاجه فى المكان اللى انت تختاره
فكر مراد قليلا ثم قال
لا يا سارة مش هينفع
قالت بإلحاح
ليه بس يا أبيه أنا هكون معاك .. وبعدين حطنى فى مكان مختلطش فيه بحد .. يعنى يكون اللى فى المكتب معايا بنات بس .. عشان خاطرى يا أبيه أنا حسه بزهق فظيع .. وبعدين هروح انا وانت سوا ونرجع سوا مش همشى لوحدى
طيب يا سارة هفكر فى الموضوع وارد عليكي
قالت بحماس
بس عشان خاطرى مترفضش .. بجد أنا حبه أوى أشتغل فى الشركة
ابتسم قائلا
خلاص سبيني أفكر
تلاقت نظرات سارة
مع نظرات نرمين الى ابتسمت اليها بخبث .. فتجاهلتها سارة وتناولت طعامها فى صمت.. بعد قليل جاء ل مراد اتصال هام فإستأذن منهم ليتحدث بالخارج .. خرج من المطعم ووقف على جانب يتحدث فى الهاتف .. ما كاد ينهى اتصاله حتى سمع سيدتان تخرجان من المطعم تقول احداهما للأخرى
أيوة شوفته صعبان عليا أوى بعد اللى حصله فى رجله
قالت الأولى فى أسى
وكمان مراته اللى سابته واتجوزت واحد غيره .. مسكين صعبان عليا أوى احساس صعب برده انه يحس ان مراته سابته عشان اعاقته واتجوزت واحد تانى وخاصه انه لسه متجوزش لحد دلوقتى
طبعا يا بنتى صعب انه يلاقى واحده ترضى بيه أنا عن نفسي مرضاش أتجوز واحد أحس معاه بالنقص والناس بتبصله بشفقه وصحابي بأه يستلمونى تريقه ملقتيش الا واحد معاق
يلا عشان نمشى
نظرت اليه نرمين قائله
لا يا أبيه سيبنا أعدين شويه لسه مطلبناش الحلو
صاح مراد فيها پغضب
قولت قومى حالا
نظرت اليه أمه قائله
بتزعلقها ليه
يا مراد .. خلينا أعدين شوية
نظر الى أمه قائلا بحزم
أنا عايز أمشى عندى شغل .. ومش هينفع أسيبكوا لوحدكوا .. يلا قوموا معايا
نهضت الفتاتان وهما تشعران بالحنق والضيق .. شعرت والدته بأن شيئا ما أصابه أو أن المحادثة الهاتفيه عكرت مزاجه للغايه .. أوصلهم الى المنزل دون أن يتفوه ببنت شفه .. ثم انطلق فى طريقه وهو لا يدرى وجهته .. فقط يدرى شئ واحد .. لا شئ فى هذه الدنيا يستطيع مداواة جراحه أبدا .
تعددت اللقاءات بين خالد و سهى .. كانت تخرج معه فى سيارته .. أخذها الى أماكن عده .. كانت تشعر بسعادة غامرة وهى تركب تلك السيارة الفارهه .. وتحاول الاقتراب منه أكثر فأكثر .. كانت تتمنى ألا تفترق عنه وأن توقعه فى حبها
.. شعرت بأنها حققت هذا الهدف بالفعل .. فها هو خالد وقد أغمرها بالهدايا والفسح .. كانت تتمنى وهو يلبي .. ابتسمت لنفسها بسعادة والهواء المنعش يداعب وجهها من شباك السيارة .. مد خالد يده ونزع قطعة القماش الصغيره التى تسميها مجازا حجاب .. ثم نظر اليها قائلا
كده شكلك أحلى
ابتسمت له وعدلت من تصفيف شعرها وهى تنظر الى المرآة
لمس خالد شعرها قائلا
طالما شعرك حلو كده بتخبيه ليه
ضحكت قائله
تعود بأه
لأ مش عايزك تلبسيه تانى شكله وحش عليكي
ابتسمت قائله
بس لازم ألبسه أدام أهلى وأنا نازله من البيت .. بس أوعدك أول ما نتقابل هقلعه على طول
ابتسم قائلا
ماشى يا جميل .. تحبي بأه تروحى فين النهاردة
قالت بدلع
اختار انت المكان
رفع حاجبه بخبث قائلا
ومش هتعترضى
قالت ب دلال
تؤ مش هعترض
بعد ربع ساعة من القيادة أوقف سيارته أمام العمارة التى يقطن فيها .. نظرت سهى الى العمارة بريبه ثم التفتت الى خالد قائله
مش ده بيتك
ابتسم قائلا
أيوة يا حبيبتى
أوقف السيارة ونزل منها والتف حولها وفتح لها الباب .. نزلت وبدا عليها التردد ثم قالت
طيب مينفعش نروح مكان تانى
ابتسم لها قائلا
انتى خاېفه منى ولا ايه
قالت بسرعة
لأ طبعا بس خاېفة يعنى ان حد يشوفنا
ج ذبها من يدها قائلا
محدش هنا يعرفك .. ولو عليا فمحدش له حاجه عندى
صعدت معه وهى تشعر بخفقات قلبها المتسارعه .. عاد الصوت بداخلها يخبرها بأنها تفعل شيئا خاطئا وبأنها تمادت كثيرا وتنازلاتها تكبر يوما بعد يوم .. لكنها أسكتت هذا الصوت كالمعتاد وقالت له أنا مش هعمل حاجه غلط مجرد زيارة صغيرة وهنزل على طول أنا كبيرة وعاقلة وأقدر أحافظ على نفسي كويس
.. دخلت الى البيت وهى متوتره قليلا .. فضلت الجلوس فى الشرفة عاد اليها وقدم لها كأسا فقالت بدهشة
بالنهار كده
ضحك قائلا
وفيها ايه يعني هى الخمړة ليها وقت محدد
قالت بقلق
لا بلاش مش عايزه
ابتسم قائلا
خلاص براحتك
نظر اليها قائلا
انتى ليه متوتره كده
بصراحة أصل دى أول مرة أروح بيت واحد
ما انتى جيتي هنا قبل كده
قالت بسرعة
بس يومها كان فى حفلة بس النهاردة مفيش غيري
اقترب منها قائلا
ماهو حلاوتها ان مفيش غيرك
ابعدته عنها قائله
خالد انت عايز منى ايه بالظبط
لمعت عيناه قائلا
لسه مفهمتيش .. حبيبتى أما عايز أتجوزك
شعرك بسعادة غامرة تجتاح كيانها كله .. شعرت وكأنها لمست النجوم بيديها وحصلت على نجمة منهم .. قالت بحبور
بجد يا خالد .. بتتكلم جد .. عايز تتجوزنى بجد
ابتسم واقترب منها قائلا
أيوة طبعا يا حبيبتى .. بتكلم جد .. من يوم ما شوفتك وانتى دخلتى دماغى .. ومبقتش بتمنى غير انك تكونى ليا
اتسعت ابتسامتها .. لكنها تحطمت وتلاشت عندما سمعته يقول
بس هنتجوز عرفى
صمتت قليلا تحاول استيعاب ما قال .. ثم دفعته سهى بعيدا عنها وقالت پغضب
عرفى .. انت ازاى تعرض عليا حاجه زى
كده .. انت فاكرنى ايه
حاول أن يقترب منها مرة أخرى فأبعدته عنها پعنف .. صاح غاضبا
انتى هتترسمى عليا ولا ايه .. ما انتى كنتى عارفه من البداية ان ده هيحصل
نظرت اليه وهى غير مصدقة أذنيها فأكمل بتهكم وسخرية قائلا
بقيتي بتتحججى بأى حجة عشان تجيلى المكتب ولما عزمتك على عيد ميلادى كنتى طايره من
الفرح .. ورقصتى معايا يوم عيد ميلادى ومفيش حاجه قولتهالك وعارضتيني فيها حتى لما ادتلك خمره تشربيها نفذتى كلامى ورضيتي تخرجى معايا وتقبلى
منى هدايا وتيجى معايا بيتي وانتى عارفه انى عايش
لوحدى .. فبلاش بأه الرسم ده وطالما أنا وانتى فاهمين بعض كويس وعارفين كل واحد فينا عايز ايه من التانى يبأه خلينا حلوين مع بعض وبلاش نعكر مزاجنا بكلام ملوش لزمه
كانت تشعر پصدمة شديدة .. من كلماته التى ألقاها على مسامعها .. حاول الإقتراب مرة أخرى .. ابتعدت عنه فورا وتوجهت الى باب البيت وخرجت مسرعه .. نزلت درجات السلم وهى تكاد لا ترى من الدموع التى تنهمر من عينيها .. أوقفت سيارة أجرة .. وأسرعت مبتعدة عن هذا المكان وهذا الشخص الذى أشعرها أنها فتاة رخيصة يمكن شرائها ببضع هدايا وبضع كلمات.
هاهى على موعد مع خطاب آخر من خطابات ماجد .. فتحت الخطاب بلهفة شديدة .. لكم كانت تتمنى وجوده معها لتخبره بأمر عائلة والدها.. قرأت ما كتبه ماجد لها
زوجتى الح بيبة مريم .. كيف هو حالك مع الله .. لا أريد أى شئ أن يشغلك عن وردك وأذكارك وقيامك وفعلك للخير يا مريم .. أتذكرين حديثنا معا ودعائنا معا بأن نلتقى أنا وأنت فى الجنة من بعد هذا الفراق الذى كتب علينا .. أنا هنا لا أدرى الى أين أوصلتنى أعمالى يا مريم وليس لى سواكى ليهديني ما يخفف عنى حملى الثقيل .. لن أطلب منك شيئا محددا .. لا أريد سوى ما فى استطاعتك فعله .. من أجلى ومن أجلك .. حبيبك ماجد
ابتسمت مريم وترقرقت العبرات فى عينيها وهى تعلم جيدا ما ستقدمه
له .. توجهت الى أحد الأدراج فى غرفتها وأخرجت علبه صغيره .. فتحتها وأخرجت منها القطع الذهبيه التى بها .. وفى الصباح ذهبت الى الصائغ وباعت ما بجوزتها .. أخذت المال والابتسامه على شفتيها .. توجهت الى أحد المساجد التى تم بنائها حديثا فى شارعها .. كان مسجدا صغيرا لم يتم الإنتهاء من تشطيبه حيث توقف استكماله بسبب قلة الموارد المالية .. سألت عن صاحب المسجد وذهبت الى محله الذى يقع فى نفس الشارع .. كان شيخا دينا .. أعطته مريم ما بحوزتها من مال جمعته من بيع مصوغاتها ومصوغات والدتها و أختها .. وطلبت منه أن يقوم بتشطيب المسجد بهذا المال ويقوم
بفرش المسجد وشراء المصاحف .. شكرها الرجل كثيرا ودعا لها بسعة الرزق .. كانت مريم تشعر بسعادة غامرة لأنها لم تتصدق عن ماجد فقد بل شملت صدقتها أمها وأبيها وأختها .. وتذكرت حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم من بنى لله مسجدا يذكر فيه اسم الله تعالى بنى الله له به بيتا في الجنة .. دعت الله أن يتقبل الهدية التى أهدتها لأفراد عائلتها.. قال لها الرجل
قوليلى يا بنتى الصدقة ليكي ولا لحد متوفى
قالت مريم