رواية مكتملة بقلم ميرا كريم
رواية مكتملة بقلم ميرا كريم
هو عايز مصلحتك
حانت منها بسمة هازئة فتلك ال دعاء قد تعدت حدودها معها وتمادت على الأخير ولابد من ردعها
اوعي تفتكري إني مش عارفة أنت بتحاولي تعملي أيه
ولأخر مرة بحذرك بلاش تتدخلي بيني وبين بابي أنا سكوتي ده مش ضعف مني وأنت عارفة كده كويس أنا بس بكبر دماغي و بحاول اتغابى علشان بابي شيفاه مبسوط معاك لتنحني منها وتضيف بمغزى جعل نظرات الآخرى تزوغ وتتوجس خيفة منها
لتعتدل بوقفتها وتسحب حقيبتها وتخرج تاركة دعاء تستشيط ڠضبا منها فهي تعلم انها ليست هينة ولكن تتغافل ليس أكثر
تجنن يا طارق
هتفت بها في حماس شديد مما جعله يرد بسعادة
عجبتك يا نادو
أومأت برأسها تؤكد ببسمتها المهلكة تلك التي تأثر القلوب فحقا اعجبتها تلك الشقة الواسعة ذات الأثاث العصري الراقي وتلك الألوان الهادئة المحاطة بها ليستطرد طارق
انا جهزت كل ركن فيها وأتمنيت من قلبي انها تعجبك
تنهدت في عمق وقالت وهي تنظر لمحيط المكان
بس ليه قريبة من البيت كده انا كنت عايزة ابعد
أجابها بعيون مسبلة وهو يقترب منها بحرص ويرفع يده يحاول أن يتلمس وجهها
انا قولت كده احسن علشان نعرف نتقابل براحتنا في اي وقت متاح ليك
نتقابل ....وهنا .....ومين قالك إني هرضى.... يظهر أن دماغك راحت بعيد يا طارق
قلص المسافة التي صنعتها وتمسك بيدها قائلا بنبرة يحفها الرجاء
نادو أنت عارفة إني بحبك ونفسي اتأكد أنك انت كمان بتحبيني ومفهاش حاجة لما نتقابل هنا بدل ما بنبقى خايفين حد يشوفنا
يبقى بلاها خالص...... مش لازم نتقابل من الأساس
زفر بقوة من فعلتها ثم نفى برأسه برفض وقال بتراجع
لأ مقدرش يا نادو .....ده انت بتوحشيني وانا معاك
مررت يدها بخصلاتها وردت بكل غرور وبنبرة تقطر بالدهاء
يبقى متحاولش .........وبلاش حركات المراهقين دي معايا وأحترم ذكائي ............
نظرت له نظرة ساحرة جعلته يظن انها ستجيبه وتريح قلبه ولكنها تشدقت قائلة وهي تتوجه لباب الشقة
انا هتأخر .....لازم توصلني للجامعة تاني علشان يامن هايجي ياخدني من هناك
زفر بضيق ومرر يده في خصلاته بعدما هدمت هي آماله وتجاهلت سؤاله لا والأنكى انها تفوهت بأسم ذلك الغبي امامه مما جعله يشعر ان قلبه يتأكل من شدة غيرته ولكن ماذا يفعل هو ليس بيده شيء سوى الأنتظار ليفوز بها
وقف ينتظرها أمام الحرم الجامعي بطلته الرجولية المبهرة يستند على مقدمة سيارته واضع يده بجيب بنطاله ويخفي حبات قهوته بنظارة شمسية عريضة زادته جاذبية على جاذبيته زفر بنفاذ صبر وهو يتطلع لساعة يده فقد
تأخرت اليوم على غير عادتها لمح نغم من بعيد ولوح لها ببسمة هادئة لتقترب منه بتوتر وهي تضم كتبها لحضنها وتهمهم مرحبة
اهلا يا استاذ يامن أزي حضرتك
تمام الحمد لله .....قوليلي فين نادين اتأخرت ليه كده النهاردة
هاااااا ......أصل .....نادين ......
كانت تتلعثم بشكل ملفت جعله يتوجس قائلا
حصل حاجة يا نغم
نفت برأسها وكادت تخترع له كڈبة ملائمة ولكنها حمدت ربها انها وجدت نادين تقترب وتقول بثقة أجادتها
Sorry
كنت في المكتبة ومأخدتش بالي من الوقت
زفرت نغم بأرتياح بينما هو أومأ لها بملامح جامدة دون تعبير يذكر وعرض على نغم مجاملا
تعالي هنوصلك
لترد وهي تتناوب النظرات بينهم
لأ انا هاخد تاكس
ليصر هو
انا قولت هنوصلك يلا مش عايز اعتراض متبقيش شبه صاحبتك
لتتذمر نادين
ومالها صاحبتها مش عاجباك ولا ايه
زفر أنفاسه دفعة واحدة وهو ينزع نظارته ورشقها بنظرة حادة قبل أن يصعد للسيارة فأخر ما ينقصه هو الجدال معها مرة آخرى لتنكزها نغم بذراعها و وبختها بصوت خفيض للغاية
اتكلمي عدل هو مايقصدش حاجة
ويلا أمري لله هاجي معاكم إلا تقتلوا بعض في السكة ليصعدوا للسيارة ايضا غافلين عن ذلك الذي يتتبعهم بعينه منذ بادئة الأمر بقلب يتأكله من شدة غيرته
استقلت السيارة واغلقت بابها بقوة وأمرت السائق بعصبية مفرطة
وديني النادي
أومأ له السائق في طاعة وشرع بالقيادة دون أي حديث فقط صب كافة تركيزه على الطريق تنفيذا لأوامر رب عمله الصارمة ولكن ماذا يفعل بفضوله الذي جعله يرفع بندقيتاه و يسترق النظرات لها من خلال مرآته الأمامية لاحظ انها ليست على ما يرام فكانت ملامحها واجمة بشدة وتهز قدميها بتوتر شديد أشعره بالريبة ولكنه لم يهتم فما شأنه هو ليعود من جديد ويصب كافة تركيزه على الطريق بينما هي كانت حالتها ترثى لها تفرك جبينها وكأنها تحاول أن تجاهد شيء ما برأسها فحقا سأمت من تجاهل الجميع لها وشعورها الدائم كونها غير مرغوب بها زفرت بقوة بعدما شعرت ان كافة مقاومتها قد ذهبت ادراج الرياح وانها حقا بحاجة ماسة لوسيلة تنتشلها من ذلك الواقع المرير وتوقف ضجيج رأسها سحبت حقيبتها بأيدي مرتعشة وظلت تبحث بداخلها بعصبية مفرطة ولكن لم تجد ضالتها لټلعن تحت انفاسها بقوة وتصرخ آمرة
لف وارجع ........عايزة اروح الدقي
جعد حاجبيه الكثيفين مستغرب وسألها بتوجس
تحت أمرك ........بس هو حضرتك كويسة
وضعت خصلة من شعرها خلف اذنها وهدرت منفعلة وبأعصاب تالفة
أنت هتحقق معايا ملكش فيه وتسوق وأنت ساكت
زفر انفاسه غاضبا وقد اشتدت عروق يده الممسكة بعجلة القيادة وتمتم بغيظ
بداية مشرقة بالتفاءل ....شكلي مش هعمر في الشغلانة دي زي اللي قبلها ...
ألتقطت حديثه وقبل ان تتفوه بشيء كان هو يضغط على مكابح السيارة بقوة و يعود أدراجه محدث فوضى عارمة بالطريق لتصرخ هي به
انت اټجننت بتعمل ايه
أجابها بكبرياء وبصوت أجش
هرجع جنابك للقصر واسلم مفاتيح العربية لوالدك الله الغني عن شغلنتكم
زفرت بقوة وقالت بنبرة شبه راجية كي تلاحق الأمر لكي لا يغضب ابيها ويمنعها من الخروج كليا
اسمع انا مش قصدي انا بس مضايقة و عمري ما اتعصبت على حد بيشتغل معانا
أعجبه جملتها الآخيرة وشعر انها ليست متعالية كما يظهر عليها ليلتفت لها يطالع تلك الفيروزتان التي تفيض بحزن بين جعله يصمت هنيهة قبل ان تهمس هي معتذرة
أنت شكلك ابن