قصه روعه رواية لحن الحياة بقلم سهام صادق
التغير كان من أجل أطفاله وتذكرت صغيريها بشوق وقلق علي وجودهم مع مربيه كانت ترفض وجودها ولكن الضرورة قد حكمت
وظهرت إحداهن تتباطأ في خطواتها وكل نظراتها تتفحص ذلك الواقف بجانب زوجته الشارده يضمها لصدره
لتهمس لمن يقف جانبها
شكله مش غريب عليا
ليبتسم الرجل وهو يطالع سيدته
كريم الشرقاوي اخو جاسم الشرقاوي
جلست ورد بأرتباك بجانب مهرة التي أندمجت مع احد المسلسلات الدراميه وأخذت تبكي وكأن لديها واجب عزاء لتنظر إليها ورد بتأفف من ألقائها المناديل الورقيه عليها
وتنحنحت بحرج
مهرة
لتكمل مهرة المسلسل بأندماج
عايزه ايه ياورد قاعدتك ديه فيها حاجه
من غير لف ودوران سيد كنان عزمني معاه هو وجواد على فسحه
لتترك مهرة علبة المناديل جانبا وتلتف نحوها تطالعها
ويفسحك بمناسبة ايه يابنت زينب
فأرتبكت ورد وهي تنظر في عين شقيقتها ثم أخذت تسرد لها سبب وجودها معهم
ديه من مهام وظيفتي
لتتأفف مهرة بحنق
روحي ربي نفسك الأول
لتضحك ورد بعلو صوتها فشقيقتها اليوم بغير طبيعتها
وقبل ان تسألها ورد عن مابها
كان صوت حمادة صبي الحج اسماعيل يعلو بصياح
يااستاذة مهرة ياست الاستاذة
لتنظر مهرة لشقيقتها
انا قولت اليوم ده باين من أوله
شيكا اتقبض عليه في القسم في خناقة
لتلتف مهرة نحو شقيقتها بحنق
شايفه الليله باظت
فطالعتها ورد وهي تتجه نحو غرفتها ثم أنفجرت ضاحكة
كان جاسم جالس في مكتبة يفكر في كل ما أخبرته به مهرة فرغم حنقه منها ومن أفعالها الا أنه لن يترك الأمر وسيفهمه ليعلو رنين هاتفه
جلست على مقعدها بأسترخاء ثم فتحت صفحات الجريدة التي جلبتها اليوم معها فاليوم قررت الا تعمل
لتسألها مني بأبتسامة هادئه
خلصتي شغلك مع الأستاذ مسعود
لتحرك مهرة رأسها بصمت فحدقت بها مني للحظات ثم أكملت عملها
تأخير ساعتين
لترفع مهرة عيناها نحوه
ساعتين ونص وتلت دقايق وثانيتين
فلم يجد جاسم مايقوله فلو تحدث الأن سليفظ ألفاظ لم يلفظها من قبل
كانت مني تتابع عملها وهي تكتم صوت ضحكاتها
ليقترب جاسم منها وأخذ الجريدة من يدها
مش وقت ثقافه دلوقتي
وتابع وهو يخطو نحو الخارج
حصليني عشان هنروح المصنع نشوف العمال
لتتسع عين مهرة بغير تصديق وحملت حقيبتها وركضت خلفه
لتنظر مني نحوها وهي تبتسم
وفقت ورد تتأمل مدينة الألعاب بأنبهار فلا تتذكر أنها حصلت يوما علي نزهة هكذا كانت جميع نزهاتها كأي أسرة بسيطه تقضي نزهتها في الحدائق العامه وكلما كبرت هي وشقيقتها مع مرض والدتهم رحمها الله وقلة المال الذي يبعثه لهم والدهم
كانت المسئولية تثقل عليهم فأصبحت حياتهم تدور في كسب لقمة العيش
ليتأملها كنان بعد ان وضع جواد في أحد الألعاب وأطمئن عليه وأقترب منها
لأول مرة تأتي لهنا ورد
فحركت رأسها كالأطفال وهي تنظر حولها بأستمتاع
ليبتسم كنان علي هيئتها
هل من حدثتك في الهاتف منذ قليل شقيقتك
لتنتبه ورد لسؤاله
نعم شقيقتي مهرة
فتعجب كنان من الاسم قليلا ثم صمت وهو يتابع جواد الذي يمرح
ووجد ورد
تبتعد عنه فتابعها بعينيه
ليجدها تجلب أحد الألعاب التي تمثل شكل زهرة عباد الشمس
وعادت اليه وعلي وجهها أبتسامة سعيده
وماكان منه الا ان أبتسم لينهي جواد لعبته ويركض نحوهم مطالبا بصعود لعبة أخري ولكن معهم
وقد تم ما أصر عليه الصغير رغم خجل ورد وعدم رضي كنان ولكن مع جواد يتغير كل شئ
وصعدوا لأحد الألعاب العائليه وجواد يخفي رأسه في حضڼ كنان مستمتعا اما ورد كانت تجلس مرتبكة خائڤة
خالو ألتقط لنا صورة هيا هيا
ليضحك كنان وهو يقبله علي رأسه ونفذ له ما طلب بكل سرور
حاولت ورد الأبتعاد عن الصوره وقد ظنت انه لم يلتقطها ولكن كنان ألتقطها معهم متأملا أرتباكها
وعيناها الهاربة منه
تفاجئ جاسم بتجمع العمال مرة أخرى ولكن هذه المرة يطالبوا بتنفيذ ما قالته مهرة
كل شيء كان يأتي إليه في مكتبه بصورة مجمله ولكن اليوم اكتشف الفساد الذي يعانيه هذا المصنع
وعندما أنتبه السيد شوقي لوجوده تبدلت ملامحه فجاسم يخبره دوما بقدومه قبل ان يأتي ولكن اليوم لم يظن أنه سيأتي واڼصدم من وجود مهرة التي كانت تتبعه
وأرتبك عندما وجد نظرات جاسم الجامدة نحوه
وصفق جاسم بيديه بقوة من أجل ان ينتبه اليه البعض
ليصبح بعدها المكان ساحة ضخمه من العمال وقد اخذوا يخبروه بكل شئ غير خائفين
القرار اللي اتاخد امبارح مظبوط واتمضي عليه
وتابع بصوت قوي
المصنع ده مصنعكم انتوا بتعبكم وبعتذر من كل شخص فيكم علي اللي حصل رغم أني كنت فاكر ان كل حاجه ماشيه تمام
واخد ينظر إلى شوقي بجمود ولأعوانيه
ليتهلل اسارير العمال وتقف مهرة متعجبه من طريقة سيطرته واقناعه ففي لحظه أصبح العمال ملتفون حوله بحب هاتفين بأخلاصهم للمصنع وحبهم للعمل
لتهمس وهي تطالعه
سبحان مغير الأحوال امبارح كنت رافض قراري النهارده واقف بتأيده
وتابعت بفخر
عشان تعرف قرارتي ديما صح
ليلتف نحوها جاسم وقد كانت خلفه مباشرة وقد سمع جملتها الاخيره
هما هيتكفؤا اما انتي هتتعقبي
وتركها وانصرف نحو الاعلي حيث غرفة شوقي
منذ فترة طويلة لم يشعر بتلك السعادة سعاده خلقتها فرحة جواد وشعور أخر بدء يتغلل داخل قلبه وكلما كان يلتف كان يجد ورد أمامه تضحك كالأطفال تضع بيدها علي فمها تكتم صوت ضحكتها
وأنقبض قلبه وهو يري أحدهم يصدمها دون قصد لتتعرقل قدمها في طرف فستانها لتجد نفسها تهوي علي الأرض بيديها التي انجرحت
ليقترب منها كنان بلهفة جاثيا على ركبتيه أمامها
ورد هل انتي بخير
وألتقط يديها لينظر إلى تلك الخدوش واخرج منديلا من سترته ليمسح الډماء البسيطه من علي يديها
كانت ورد تنظر إلي مايفعل كالمغيبة الي ان وجدته يهتف بأسمها مجددا
تؤلمك هل نذهب للمشفي
فأتسعت عيناها ونظرت حولها وشهقت بفزع
ليطالعها كنان متسائلا
مابكي ورد
لتنهض من أمامه وتبتعد عنه بخجل تحت نظراته المتعجبه ولم يقطع تلك اللحظه الا جواد الذي انهي لعبته وركض نحوها
انهي نقاشه بحزم مع شوقي وأتباعه وقد أخبرهم ان من سيمسك الأداره شخص جديد
كان شوقي يتبعه وهو يخبرها بحسن نواياه
ونظر جاسم حوله يبحث عنها ليجدها تجلس وسط بعض العمال تأكل معهم وتضحك فقد كان وقت استراحتهم
فوقف يطالعها وهو لأول مرة يراها هكذا مهرة تضحك وجنتيها تصبح ورديه غمازتها اليمني تظهر بوضوح
شعور عجيب في تلك اللحظه بدء يسير داخله وعندما رأته اختفت ضحكتها وعادت إلى الوجه الذي اعتاده فضاع سحر تلك اللحظه
وسار من أمامها بوجه جامد بعد ان ألقي بتعليماته على شوقي وان مهامه قد زالت
لتضع مهرة كأس الماء الذي ترتشف منه وشكرت العمال بلطافة وكأنهم أصبحوا أسرة واحده
وخطت بخطوات سريعة للخارج نحو السيارة
لتجدها قد أوشكت علي الحركه لتهتف بحنق
أنت هتسبني في الصحرا ديه
وتابعت وهي ټضرب كفوفها ببعضهما ولكن بصوت خاڤت
يعملها انا عارفاه
وصعدت السيارة بجوار السائق تزفر أنفاسها بحنق
الواحد يقول هنمشي اي حاجه ولا انا هوا
ليميل جاسم بجسده نحوها
بالظبط انتي هوا شئ مش مرئي
ليحتقن وجهها ليعتدل هو في جلسته ممسكا بهاتفه يتفحصه ببرود يجيده
وعادت لوضعها تنفخ أنفاسها بقوه إلى ان رن هاتفها
ايوه ياحماده مين ده اللي عايزني أرفعله قضيه
وأسترخت في جلستها بزهو واخذت تعلو من نبرة صوتها
طب اديله ميعاد علي بليل كده اكون خلصت أعمالي المهمه
كان جاسم يستمع لمحادثتها ساخرا الي ان انهت المكالمة
هايل شغل الصبح وشغل بليل في الكشك الصغير اللي اسمه مكتب ده
لتلتف نحوه مجددا بحنق
محدش طلب وجهة نظرك في مكان شغلي
وأتسعت عين السائق وهو يتعجب من ردها وأستمتاع رئيسه بذلك فقد رأي بعينيه نظراته حتى انه تعجب
ونظرت له بأحتقار وعادت لوضعتها تسبه
فأبتسم بمتعه وهو يري حنقها
عادت ورد من عملها تنظر الي خدوش يديها ووجدت مهرة تجلس تنتظرها بقلق
اتأخرتي كده ليه ياورد
فأبتسمت ورد وهي تتذكر تفاصيل اليوم وتنهدت بسعاده جعلت مهرة تحدق بها بقوة
ثم نهضت من مكانها لتنظر ليديها
مالها
ايدك ايه اللي حصل
فأزالت ورد
حجابها وجلست علي الأريكه بأسترخاء تقص عليها تفاصيل اليوم
كانت تري السعاده بعين شقيقتها كلما تحدثت عن لطافة ذلك المدعو كنان معها
وهذا مالم يسعدها فورد دوما تبهر من لطافة الأشخاص كما كان ماجد يبهرها
لتربت على ذراعها قائله
طب قومي ناكل عشان جعانه
ورفعت يداها وهي تتذكر جاسم
منك لله
لتتسأل ورد بجوع رغم ان كنان قد أخذها هي وجواد لأحد المطاعم ولاحراجها لم تأكل الا القليل
معقول مهرة عملت اكل
ووضعت بيدها على بطنها
هناكل ايه
لتذهب مهرة نحو المطبخ بصمت ثم تعود بعلبتان من الكشري وترفعهم بزهو وهي تحرك أهدابها
كشړي وجبه سريعة ومضمونة
لټنفجر ورد ضاحكة وهي تنهض نحو غرفتها
ياريتني كنت أكلت مع جواد كان لازم الواحد يتكسف
أخذ يجفف شعره بعد ان أنعش جسده بحمام دافئ
وجلس على فراشه يتذكر تفاصيل يومه بأبتسامة
ونظر لموضع هاتفه ليتأمل الصور التي ألتقطها لها مع جواد وصور قد ألتقطها وهي معهم ولكن كانت تبتعد عن الصوره كي لا تظهر فيها
يتعجب من أفعالها ورغم ذلك يشعر بالشغف نحوها
وتمدد على فراشه ليقطع رنين هاتفه تلك اللحظه
متأملا رقم سيلا
نعم سيلا
وتنهد بملل وهو يستمع لعبارات الشوق التي هي بارعة فيها
كما تحبي
واغلق الهاتف بعد ان أخبرته برحلة سفرها
تنفست براحه بعد ان علمت من مني ان جاسم سيغادر اليوم مبكرا
كده انا اقدر أروح بدري وافاجئ ورد واعملها أكل
وتابعت وهي تخطط لما ستفعله
وأنضف الشقه ورتب ال
لتجد جاسم يقف أمامها ومازالت تفتح فمها لتكمل عبارتها
يلا
لتغلق فمها وتطلق للسانها العنان
يلا ايه
وتابعت بأمل
اكيد يلا عشان اروح شكرا يافندم بجد كلك
وضغطت على شفتيها وهي تخرج الكلمه
ذوق
وأخذت حقيبتها وخطت بخطوات سريعه من أمامه ولكن
انا أذنتلك بالأنصراف انتي ناسية انك المساعده الشخصيه بتاعتي
وتابع بتهكم
قدامي ياأستاذه وقتك يخلص في الشركه لما انا أسمح بكده
ومن صوت همهمتها علم بأنها تسبه كالعاده
وتحركت خلفه لتبدء مشوار جديد معه
وتعجبت من دخول السيارة منزله دون ان يخبرها لما هي هنا
لو حابه تدخلي تشربي حاجه اتفضلي لو مش عايزه براحتك
وانصرف من أمامها لتهتف بحنق
شكرا علي ضيافتك اللي ملهاش لازمه إنسان عديم الډم
وظلت تنتظره إلي ان وجدته يأتي نحوها بملابس رياضيه وأتسعت عيناها لمظهره الشبابي الذي تداريه ملابسه الرسميه
لتجده يقف أمامها ملوحا بيده أمام عينيها
مش معقول اكون عجبتك ياحضرت الافوكاتو
فنفضت رأسها سريعا وهي تشيح وجهها بعيدا عنه
وشهقت بفزع وهي تجده يرمي حقيبته الرياضيه اليها
وسار نحو سيارة أخرى حديثة الطراز بيضاء اللون
كي يقودها هو بنفسه
لتنظر مهرة للحقيبه بغل وكادت ان ترميها الا أنه أشار إليها بتحذير
هفضل مستنيكي