روايه بقلم ميرا كرم
كويس يا
هنا وطلع من العمليات صدقيني اهدي بقي لتهز رأسها بنفي وهي تتحدث بتشكيك انت بتكدب عليا انا لازم اشوفه بعيني لتنهض بقوة مندفعة الي الخارج وهو يتبعها
دلفت الي غرفة العناية بعدالحاحها علي الطبيب واستعطافه فا إنصاع لها وهو ينظر الي هيأتها المبعثرة من القلق و الخۏف ليرأف بها ويخبرها ان الزيارة لا تتعدي عشرة دقائق حرصآ علي النظام السائد اقتربت بخطوات حثيثة وصوت جهاز نبضات قلبه يطن في اذنها لتتطلع له وهو ممددآ بلا حركة بأستسلام تام وموصول بجسده اسلاك طبية وخراطيم هواء تخترق فمه وانفه لتضع يدها علي فمها تكتم شهقاتها المذعورة الممذوج ببكائها وهي تتقدم بجانب الفراش وتتمسك بيده وتنطق بأسمه پألم
لتهم بلخروج وعيناها معلقة به
في احدي المؤسسات الكبري التابعة للبلد يجلس خلف ذلك المكتب الذي يشع بلفخامة رجل في العقد الخامس من عمره علي مقعده الوثير وهو ينفس دخان سيچاره بكل ثقة ووقار ليدلف اليه احدي رجاله ويتحدث بتوتر
في مصېبة يا باشا عامر السمري اتقبض عليه لينتفض الطرف الاخر بجذع انت متاكد
ليزفر وهو يجز اضراسه پغضب لازم نخلص منه قبل ما يقر علينا هو في سجن ايه
احدي رجاله في سجن برج العرب
مش دة نفس السچن اللي فيه فوزي اخو فرج اللي كان ذراع عامر اليمين
احدي رجاله ايوة يا باشا دة انا وصلي انو حالف ليخلص علي عامر لما يخرج علشان ينتقم لأخوه
كويس اوي يبقي نضرب عصفورين بحجر واحد وعامر راح لقضاه برجليه ليستأنف بشړ تسهل لأخو فرج كل حاجة جوة السچن وتجبلي خبره مش عايز يطلع النهار عليه انت فاهم
دخلت غرفتها بلمشفي وهي تستند علي شقيقها ليمددها علي الفراش ويجلس بجانبها وهي شاردة بحزن ليتحدث اخيها محاولآ التخفيف عنها
علي علي فكرة بقي هيبقي زي القرد وبكرة افكرك
لتنظر له وتتحدث بأمل يارب يا علي كل اللي حصل دة بسببي كان بيفديني كان زماني انا مكانه انا بس نفسي اعرف مين اللي قال لعامر على سيف ليستأنف انا لازم اقولك علي حاجة
علي لا متجننتش انا عقلت اسراء هي اللي قالت لعامر على كل حاجة وخلاص خديت جزائها لتشهق بتفاجئ وهي تربت علي يده و تتصنع الثبات
علي بحدة انتي لسة بتدافعي عنها بقولك هي السبب فكل اللي حصل طمعها عماها ومفكرتش انها ممكن تأذيكي ولا انها تخسرني ليختنق صوته بحزن وتنسلت دموعه بحسرة واذا كان علي الحمل فهو راح ....راح يا هنا حتة العيل اللي كان نفسي فيه راح رأسه وهي تربت علي ظهره و دموعها تنهمر علي وجنتيها بتأثر لتتحدث انا وانت ياما اتحملنا مع بعض كل حاجة وحشة هتعدي والله هتعدي انت طول عمرك قد المسؤلية يا علي علشان خاطري متزعلش نفسك ليقاطع حديثها طرقات خاڤتة علي باب الغرفة لينهض علي وهو يعدل هيأته ويكفف دموعه ليأذن للطارق بلدخول ليدخل احمد وهو يحمل الصغير غافي بين يديه ليتقدم منهم وهو يتحدث كنت قاعد انا وهو في جنينة المستشفي نام وهو قاعد
لتهم هنا بتناول الصغير وتمديده علي الفراش لتتنهد بخفوت وهي تتطلع بأحمد وتتحدث بتوجس مفيش اخبار عن عاصم
احمد الدكتور طمني قالي ان حالته تستقر و هينقله غرفة عادية لتستأنف هي انا عيزة ابقي جنبه
احمد هو القعاد في العناية صعب بس انشاء الله لما ينقلوه هخليكي تبقي معاه من غير محد يضايقك انا ليه معارفي جوة المستشفي وهيظبطو الدنيا متقلقيش ليقاطعهم علي بمضض يعني ايه تفضلي معاه انتي اټجننتي رسمي
هنا بأصرار دة ابو ابني ومستحيل اسيبه لازم اطمن عليه علشان خاطري ماتمنعنيش يا علي ليزفر بقلة حيلة ويتحدث بحدة لما اشوف اخرتها معاكي ايه
كان يجلس بلأرض الصلبة وهو يستند براسه علي ذالك الجدار الرطب وهو يرتدي حلته الزرقاء السائدة كازي موحد للنزلاء فهو سيتم محاكمته علي كل چرائمه الشنعاء لينال اقصي عقۏبة يستحقها ليحدث نفسه بعدم اتزان وهو يخاطب الفراغ
عامر انا هرجعلك تاني يا هنون هااااا استنيني مش هخليه يحرمني منك هووو السبب في كل حاجة انا بكرهه ليضحك بهستيريةوهو يتخيل وكأن شخصها يخاطبه
عارف انك بټموتي فيا عارف يا قلب مورى ليستأنف بأنفعال هستيري متعيطيش قولتلك هخرج من هنا انااا معملتش حاجة ليقطع هزيانه دخول رجل قوي البنية ويبدو علي ملامحه الاجرام وهو يتقدم منه ويحمل بيده حبل مدبب و ينظر له بتشفي
لينتفض عامر پذعر من هيأته انت مين وعايز ايه
فوزي پحقد أجرامي اخيرآ وقعت تحت ايدي يا ابن السمري ليستأنف بغل انا فوزي اخو فرج فاكره اللي انت قټلته بدم بارد
لينعقد حاجبي عامر پخوف ويبتلع ريقه بتوتر وهو يتراجع للخلف پذعر ويلوح بيده بتحذير اوعي تقرب مني انا ورايا ناس كبيرة اوي هتأذيك
فوزي وهو يردد ظلت تناجي ربها ليرده لها بقلب اثقلته الهموم وعندما يتسرب الي ذهنها افكار سوداوية تنفضها عنها و تجلس بلمقعد بجانب الفراش وتقص له عن الكثير وعن السنوات التي مرت عليها بدونه حدثته
عن طفولة سيف وعن مدي التشابه بينهم كانت تحدثه وكأنه يستمع لها ويعي كل كلمة تتفوه بها
تنهدت بعمق وهي تمسح عبراتها بظهر يدها
وتنظر له بقلة حيلة لتجلس علي طرف الفراش وتستند برأسها علي بحذر تستمع الي خفقات قلبه المنتظمةلتشعر بلأمان الذي افتقدته كثيرآ فهو ملاذها لتغمض عيناها بأستسلام وتغفو دون قصد
تحرك جفنيه بتثاقل وهو يهز رأسه للجانين بضعف ليداعب انفه هذه الرائحة المحببة اليه ليفتح عينه بضعف وهو يجول المكان وحاول يسترجع ما حدث لتتداخل الذكريات بعقله ليحاول النهوض ولكن شعر بثقل علي صدره لينظر لهذه النائمة بأستسلام لتتهلل اساريره وهو يطالعها بعشق ويتفحص وجهها بتمعن فيبدو عليها الارهاق والتعب ليسكن حركته من جديد
لتتجمد اوصالها وتتسلل ابتسامة عاشقة علي محياهاوهي تطالعه ينظر لها بحب لتشهق بخفوت وهو يبعد شعرها عن وجهها ويتحدث بشغب مكنتش اعرف اني غالي عليكي كدة
لتتلعثم هي من الفرحةوتغيم عيناها بعبراتها انت كويس ياحبيبي حاسس بحاجة أندهلك الدكتور ليهز رأسه بنفي لتتحدث من بين شهقاتها كنت عارفة انك مش هتتخلى عني تاني وهترجع ليا ولأبنك ليردد هو كلمتها بنبرة تحمل اللوم ابني لتنظر له بخجل كنت هقولك يوم ما اتصلت بيك اماء هو لتخبره هي سيف مع علي واحمد زمانو جي هما كل يوم بيجولك يطمنو عليك والحمد لله دادة فاطمة بخير احمد بيطمن عليها ليقطع حديثهم دلوف الطبيب لتعدل من هيأتها وتنهض عن الفراش بخجل
الطبيب حمد الله علي سلامتك يا بطل
انا شايف انك احسن
عاصم الحمد لله يا دكتور ليقوم الطبيب بفحصه و يدون بلوحة المعدنية المعلقة علي مقدمة الفراش ليتحدث عاصم بترجي انا عايز اخرج
الطبيب لسة چرحك ملتئمش مستعجل ليه كلها كام يوم وتخرج ليومأ له عاصم بمضض لينصرف الطبيب وهو يتمني له تمام الشفاء
لينظر لها وهي شاردة به ويبتسم هذه الابتسامة التي تسترق انفاسها وان يهم بلحديث
اندفع الباب بقوة ودخول احمد ويتتبعه علي والصغير
احمد بفرحة مصدقتش لما قالولي انك فوقت حمد الله علي السلامة يا صاحبي نشفت دمنا حرام عليك ليبتسم له عاصم ليندفع الصغير الي عاصم وهو يبتسم ببرائة وحشتني يا عمو حمد الله علي سلامتك لينظر له عاصم بحنو ابوي وهو يتحسس وجهه وتنسل دموعه بتأثر حبيبي انا بابا متقوليش يا عمو وهو يربت علي ظهره بحنان
ليتحدث الصغير ببرائة انا بحبك اوي يا بابا عاصم ليرد عليه عاصم بحب وانا بمۏت فيك يا قلب بابا عاصم
ليناظرهم علي بتأثر وهو يتحدث حمد الله علي سلامتك خوفتنا عليك
عاصم بأمتنان شكرآ ياعلي
ليتحدث احمد بشغب والله انت مش جدع وشكل النومة كانت عجباك دي البنية كانت ھتموت من خۏفها عليك يا جبلة
لينظر لها عاصم وهي مطرقة الرأس بخجل
ليتحمحم علي وهو يوجه حديثه لها اظن اطمنا عليه ملوش لازمة بقي قعدتك هنا لتنظر له هي بترجي فهي لا تريد ان تتركه بمفرده ليقاطعهم عاصم مكانها جنبي يا علي هي وابني
علي
بصفتها ايه يا عاصم
عاصم بثقة هتبقي مراتي ودلوقتي حالآ انا مش هصبر لما اخرج لتنظر له هي پصدمة وتبتلع ريقها بتوتر
علي بحدة مصتنعة انت مش شايف حالتك دانت مفشفش فيك حيل تتجوز
احمد بدفاع لا بقولك ايه انا صاحبي جامد اوي ايه مفشفش دي وبعدين منسأل العروسة الاول مش يمكن هي ليها رأي تاني ليتتطلع عاصم لها وهي متصبغة بحمرة الخجل وتفرك يدها بتوتر
عاصم بترجي عاشق تتجوزيني اماءت له بلإيجاب وهي تطالعه بخجل ثم تحدثت متلعثمة بس بعد اذن علي ليبتسم عاصم بفرحة وهو يوجه حديثه لشقيقها
انا بطلب ايدها منك يا علي على سنة الله ورسوله قولت ايه ليتنهد علي بعمق وهو يطالع نظراته المترقبة موافق بس بشرط ليزفر عاصم بأرتياح ويتحدث بهدوء انت تأمر يا علي شرط ايه
علي يتعملها فرح وتلبس فستان ابيض زي اي بنت وتقولو انكو كنتو متجوزين زمان وانفصلتو علشان طبعآ نسب سيف ليك اماء له عاصم بتفهم وتحدث بعشم
وانا كمان ليا عندك رجاء
علي خير
عاصم بأصرار تسيب شغلك في البحر الاحمر وتيجي تشتغل معايا انا محتاجك معايا يا علي اماء علي له بلموافقة واستأنف انا اصلآ مبقليش حد هناك ومش هعرف اعيش لوحدي
ليتهلل اسارير الجميع بأرتياح لينهض احمد انا هروح اجيب المأذون وخير البر عاجله لتقاطعه هنا بخجل بس هو انا مش في شهور العدة ليرد عليه شقيقها لا يا هنا انتي اصلآ ملكيش عدة علشان ما تمش بينكم حاجة ليستأنف احمد والله لو بعرف ازغرت كنت زغرت ليضحكو جميعآ علي دعابته وهو ينصرف بعجل
تم عقد قرانهم بلمشفي كانو يغطون جميعآ في سعادة غامرة الي ان انتهت المراسم وتركوهم بمفردهم كان يتطلع لها بوله عاشق وهي ترتدي ذلك الفستان الزاهي بألوانه المبهرة التي شعت